سنوات عشر، أيتها الحرية
في سنوات عشر، ترسخت حقبة تكريم الارتزاق وازدراء القيم وتحطيم عناصر السيادة وشراء قدماء المناضلين وتحويل الشبيبة إلى جموع تبحث عن حقها في الحياة في زوارق الموت.
في سنوات عشر، ترسخت حقبة تكريم الارتزاق وازدراء القيم وتحطيم عناصر السيادة وشراء قدماء المناضلين وتحويل الشبيبة إلى جموع تبحث عن حقها في الحياة في زوارق الموت.
حاول اليوم أن تخوض في أيّ نقاشٍ سياسيّ مع سوريي الداخل، ستجدهم، غالباً، يُقفلون الحديث. فحين يصير مصيركَ بيدِ غيرِك، وحين يصير الرّغيف موضوعة صراعك اليومي، يُصبح الحكيُ في “ما فوق اليوميات” ترفاً لا طاقة للناس به.
هنا في المهجر يسهل كل شيء، التنظير والمطالبة باستمرار العمل الثوريّ، توزيع الشهادات الثوريّة، وشهادات الخيانة، وإطلاق أحكام قيمة على الأفراد والمجموعات وعلى تصرّفاتهم وآرائهم!
بعد عقدٍ من الحرب والتدخلات الدولية والإقليمية، بات العامل السوري حاجةً أساسيةً يُجمع عليها معظم السوريين، وقد تعلموا الكثير خلال هذه السنوات العشر، بما في ذلك اليأس الحاصل من تأخر المجتمع الدولي في وضع حدٍ لمأساةٍ فاقت كل التوقعات.
بعد كل ما هُدم من حوله، يبقى السوريّ خائفاً على أصنام ما يعتقده الحقيقة المطلقة غير القابلة للنقاش، ويخشى اليوم العيش من دونها.