طوائف وأكياس رمل
التحدّي أمام القوى التقدّمية يتمثّل بالدفع نحو الخروج من فقاعات الخوف الهوياتية واستبدالها بمنطق يأخذ بالاعتبار موازين القوى القادرة على تكريس مصالح الغالبية في النظام الجديد
التحدّي أمام القوى التقدّمية يتمثّل بالدفع نحو الخروج من فقاعات الخوف الهوياتية واستبدالها بمنطق يأخذ بالاعتبار موازين القوى القادرة على تكريس مصالح الغالبية في النظام الجديد
كشف “كورونا” عن وجود تيار رسمي ينطلق من فرضية أن “الشعب جاهل” وأن الحكومة تقوم بالجهود الممكنة كافة في مواجهة الفيروس، إلا أن هذه الجهود تضيع هباء بسبب غياب وعي العامّة. واللافت أن وزيرة الصحة المصرية التي عُرفت بمحدودية خبرتها العلمية والإدارية كانت من أكثر الذين أطلقوا تصريحات صادمة في هذا الاتجاه.
لا يملك الفقراء، خاصة الذين يعانون من القلق المزمن ترف التأقلم مع المشاعر الثقيلة المصاحبة لحالة الجزع الجماعية من “كورونا” وخوض الحجر الصحي كتجربة روحية.
في نظر الكثير من أبناء الطبقات الوسطى، خاصة الناشطين منهم، تحولت أحزمة الفقر، ومعها بعض المناطق الفقيرة الأخرى، إلى كانتونات مغلقة لا يقربونها إلا في مهمات نادرة للغاية و”سياحية” الطابع، إن ذهبوا إليها فإنما ذهابهم “صوريّ”، كنخبويين قرروا التعبير عن شفقتهم على من هم “تحت”، كما لو كان الأخيرون مادة دسمة لعمل فني.
هناك كثير من الخيوط المهلهلة في أعمال ماركس: تحليله الاقتصادي، نظريته عن الأزمة الرأسمالية، نظريته عن الدولة والطبقات، نموذجه للتغيير الاجتماعي، العلاقة بين “الأساس المادي” و”البنية الفوقية”، وباختصار، فإنّ الجوانب الأهم في عمله تسفر عن أسئلة كبيرة لا عن حلول أنيقة. لكن هذا ليس ضعفاً يعاني منه ماركس بل قوة تميّزه.