كيف مرّت تلك الأيام بحساب زمنٍ تقليدي؟ كيف تتسع ساعات اليوم الأربع والعشرون لكلّ تلك الحياة؟ وكيف كنتِ وسط كل هذا، تنتكسين أمام تلك الخيبات الصغيرة التي كانت تؤلمك؟
في خضم الأزمات والشح والطوابير والخوف، نحن عالقون بين بين في كلّ حيّ وكل مدينة من هذا الوطن المكلوم، ومحكومون باللهاث تهصرنا فوبيا الأماكن الواسعة على اللصوصية.
قلّة من الناس هم الذين يأسرونك من اللقاء الأول. مها جديد من تلك القلّة. عرفتها في أوائل اندلاع الاحتجاجات السورية. في عام 2012، على وجه الدقة. وكانت، هي التي ولدت وشبّت في دمشق، من أوائل الذين نزحوا من بيوتهم هناك.
شتاء 2018؛ سألني رجل كهلٌ عن اسم بلدي. قال لي: لا بدّ أن زيارة هذه الأماكن تعني لكِ الكثير؟
لم أخبره أن غرناطة لم تسقط بعد في “رباعية الأندلس”. الآن، وبعد رحيل مخرج العمل، ستبقى المدينة البديعة معلّقة إلى الأبد داخل تلفزيون في غرفة معيشة أهلي.
منذ أسبوعين وأنا ألجأ إلى الصيدليات محاولاً إيجاد أدويتي التي عليّ أن أتناولها يومياً مدى الحياة، والقيام بذلك هذه الأيام أشبه بالبحث عن جملٍ في الإسكيمو.